لا شك أن هناك علاقة كبيرة بين الإعلام والدعوة (بمعناهما العام) من جهة، وبين الإعلام الإسلامي والدعوة الإسلامية من جهة أخرى.
والدعوة لغة: من الفعل دعا يدعو دعاء ودعوى، بمعنى: طلب، وحَثَّ، ونادى، ورغب، ومنه الدعاء: الرغبة إلى الله، وهي النداء والصيحة، والابتهال والسؤال[1].
وتُعَرَّف الدعوة بأنها: مطلق الطلب إلى شيء، سواءً أكان هذا الشيء حسيًّا أو ماديًّا، وسواء أكان إلى خير أو إلى سوء[2]، وسواء أكانت حقًّا أو باطلًا؛ كما في قوله تعالى: { وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ } [غافر: 41].
وأما تعريف الدعوة الإسلامية: فهناك تعريفات عدة سنقتصر على بعضها بما يتلاءم مع طبيعة هذا المبحث:
فقد عرفها د. إبراهيم إمام بأنها: (نشر عقيدة الإسلام ومبادئه وقيمه وتعاليمه بين سائر الناس)، ويضيف: (والدعوة الإسلامية لها معنيان:
الأول: رسالة الإسلام وما تتضمنه من عقيدة وشريعة وقيم وأخلاق وسلوك.
والثاني: هو التبليغ، أو إيصال هذه الرسالة إلى الناس، وحثهم على فهمها والإيمان بها واتخاذها معيارًا لسلوكهم في الحياة، والذي يهمنا هو المعنى الثاني)[3].
وعرفها د. هاشم نغيمش بأنها: (الدعوة إلى دين الإسلام، باستخدام أساليب الاتصال ووسائله، من قائم بالاتصال فردًا أو جماعة أو هيئة، وتهدف إلى دعوة غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام الصحيح، عن طريق تقديم الحجج والبراهين وإقناعهم بها. وهذا التعريف يقصر الدعوة على غير المسلمين)[4].
أما الإعلام الإسلامي فأعرفه بأنه: هو الرسالة العلنية المقصودة، الموضوعية وغير التجارية، المنضبطة بأحكام الإسلام، الداعية إلى منهجه.
وهذا التعريف مستقى من التعريف للإعلام الذي سُقتُه في الفصل الثاني من البحث. وقد زِدتُ عليه الانضباط بأحكام الإسلام والدعوة لمنهجه؛ لكي أشير إلى أن هاتين الخصلتين مرتبطتين، فلكي يكون الإعلام إسلاميًّا لا بد من خلوه من المحرمات، فضلًا عن توجهه الخير نحو توجيه المجتمع والأخذ بيده نحو الإصلاح.
وهو بذلك أعم من الإعلام الديني الذي يُنظر إليه على أنه إعلام متخصص في القضايا الدينية، مثل البرامج الدينية والفتاوى والتفسير..إلخ، بينما يمكن أن يكون البرنامج الثقافي والرياضي والفني إسلاميًّا إن خلا من المحرمات الشرعية ودعا الناس إلى الخير ولم يتعمد ضياع أوقاتهم ووقوعهم في الإسراف في المباحات.